▲▄ مــن فضائل الشكــر ▄▲
أنظــر إلى لطف المولى ، ورحمة العظيم ، وكرم الكريم ، وجود الرحيم ،
قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: ( بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش ،
فنزل بئرًا فشرب منها ، ثم خرج فإذا هو بكـلـب يلهث يأكل الثرى من العطش ،
فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي. فملأ خفه ثم أمسـكه بفيه ، ثم رقى
فسقى الكـلـب ،فشكر الله له فغفر له )
قالوا: يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم أجرًا ؟ قال: ( في كل كبد رطبة أجر )
فكيف بمن يحسن إلى المسلمين ،ويرفق بالمؤمنين، ويتصدق على الموحدين .
وقال – صلى الله عليه وآله وسلم -: ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غُصن شوك
على الطريق ، فأخرّه ، فشكر الله له ، فغفر له ) ،
فكيف بمن يزيل العوائـق المعنوية من طريق الناس ، بتيسير أمورهم ، وتـفريـج
همومهم ،وتنفيس كربهم ، ويزيل العوائق من طريق الدعوة إلى الله ، ويمهد
الطريق للدعاة إلى الله ، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر .
ومن روائع الشكر
أن تأكل من نعم الله ، وتتلـذذ بما آتاك الله،ثم تشكر الله على ذلك فتصل إلى درجة
الصائم الصابر ،الذي أظمأ نهاره ، وجوّع نفسه ، وأتعب جسده ،
يقول - صلى الله عليه وسلم -: ( إن للطاعم الشاكر من الأجر مثل ما للصائم الصابر ).
.:[ فــوائــد الشكــر ]:.
1 / أنه أتصاف بصفة من صفات المولى جل وعلا التي يحبها ويرضاها ويثب
عليها لعباده : { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } ... [الشورى: 23].
2 / أنه سبـب للنجاة من عذاب الله جل وعلا:
{ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً } ... [النساء: 147].
3 / أنه سبـب لنيل الجزاء العظيم من الله تعالى :
{ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ } ... [آل عمران: 145].
4 / أنه إستجابة لله تعالى وإمتثال لأمره فهو الذي أمر عباده بالشكر .
5 / أنه سبـب لحفظ النعم وزيادتها ، وعظيم بركتها ، وجميل نفعها :
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } ... [إبراهيم: 7].
6 / أنه سمة من سمات أولي الألباب:
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } ... [إبراهيم: 5].
7 / أن الشاكر إنما يشكر لنفسه ، ويرفع من درجاته:
{ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } ... [النمل: 40].
8 / أن شكر الناس يعتبر شكرًا لله تعالى : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) .
9 / أنه إتباع لسبيل المرسلين ، وسير في ركاب الشاكرين من الأنبياء والصالحين .
10 / أنه أمر يرضاه الله ويرضى عن أهله :
{ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } ... [الزمر: 7].
11 / أنه تحدٍّ للشيطان ، وإخزاءٌ له ، ودحرٌ لمكره وكيده ،فهو حريص على صرف
الناس عن الشكر:
{ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿ 16 ﴾ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } ... [الأعراف: 16ـ17].
12 / أنه النصف الآخر من الإيمان ، فمن كمال الإيمان الشكر للديان ،
فإن الإيمان نصفان : نصف صبر ، ونصف شكر .
13 / أنه دليل على كمال العقل ، ونقاء الفكر ، وصفاء النفس ؛لأن من عرف
قدر المنعم جل وعلا ، وتأمل بديع كرمه ، وعظيم عطائه ،فالأجدر به أن
يترنم بشكره ، ويشدوا بذكره .
م /ق
اللهم أوزعنا شكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والديناوأن نعمل صالحًا ترضاه
وأصلح لنا في ذريتنا إنا تبنا إليك وإنا من المسلمين .
ღ♥ღ°° لونلي °°ღ♥ღ